«معجم رمضان».. كتاب يتناول كيف يتعامل المصريون مع روحانيات وعبادات الشهر الكريم
ذهبت الأيام وعادت بهال الشهر الكريم.. فنحن نعيش مجددا أجواء روحانية رمضانية بفضل قدوم الشهر المبارك.. وهناك الكثير مما كتب عن هذا الشهر وعن فضائله وأهم الأحداث التى جرت فيه، وكذلك عادات المصريين التى أخذتها عنهم الدنيا كلها.. ومن أشهر الكتب التى تناولت هذا الشهر الكريم كتاب يتضح من اسمه أنه جمع كل ما يخص شهر الصيام وبعض أركانه وأهم ما يشتهر بها سواء كانت أمورا دينية مثل الصوم والصاة أو طقوسا شعبية وعادات مصرية، وهو كتاب «معجم رمضان» للكاتب فؤاد مرسى.
ويتطرق المؤلف فى فصول كتابه إلى الموضوعات التالية: فقه شهر رمضان.. فى القرآن والأحاديث، عبادات شهر رمضان.. رؤية الهال، السحور، صاة التراويح، الاعتكاف، زكاة الفطر، أحداث وتواريخ.. توقيت فرض الصيام، أجندة الشهر، آداب وفنون.. الأغانى الشعبية، أغانى التوحش، الشهر فى السينما، الشهر فى الأمثال الشعبية، الشهر فى ذاكرة الأدباء، الشهر فى كتب الرحات، المسحراتى، أطعمة رمضانية.. البلح والتمر، الكنافة، النقل، الكعك، أعمال البر فى رمضان.. موائد الأطعمة، الوقف، أيام مخصوصة.. يوم الشك، ليلة القدر، الجمعة اليتيمة، يوم الوقفة، مظاهر احتفالية ومعان ومفاهيم حول الشهر الكريم.
كما يتحدث المؤلف عن أيام محددة فى شهر رمضان مثل يوم الشك وليلة القدر والجمعة اليتيمة ويوم الوقفة، وأشكال ومظاهر استقبال شهر رمضان والاحتفال باستطاع ورؤية الهال ومن المظاهر الاحتفالية فى رمضان الإفطار الجماعى، وفانوس رمضان، ومدفع رمضان، وختم القرآن وغيرها.
كما حوى الكتاب عدة موضوعات متعلقة كلها بالشهر، منها: تناول القرآن والأحاديث للصوم، وعبادات وفروض الشهر، ثم أهم أغانى شهر رمضان فى الإذاعة المصرية، والتواشيح وكيف تناولت الأفام السينمائية الشهر، وكذلك الأمثال الشعبية، وذاكرة الأدباء والكتاب المحدثين. كما تطرق الكتاب لأطعمة الرمضانية الشهيرة بالشهر، كما تناول مظاهر الاحتفال برؤية الهال، والفانوس ومدفع رمضان، وعرض الكاتب لحال الأسواق فى الشهر، وكذلك للمنشدين مثل الشيخ محمد رفعت وسيد النقشبندى.
وفى مضمون وسياق موضوع «أجندة شهر رمضان»، يرصد مرسى دقائق وتفاصيل كل يوم فى هذا الشهر، ساردا أهم الأحداث: ففى 1 رمضان عام 1256م تعرض المسجد النبوى لحريق، وفى 2 رمضان عام ٧32م احتدام معركة باط الشهداء فى فرنسا بين المسلمين وشارل مارتل.
وفى 3 رمضان عام632م توفيت السيدة فاطمة فاطة بنتنتالالرسول-صلع، وفى 4 رمضانضان عام 1521م، نجح السلطان العثمانى «القانونى» فى فتح مدينة بلجراد(، وفى 5 رمضان عام ٧31م مولد عبدالرحمن الداخل «صقر قريش..» وهكذا يتابع المؤلف تدوين وإدراج جميع الأحداث وتواريخها، ليصل حتى اليوم الثاثين من شهر رمضان.
وتحت عنوان «من الأغانى الشعبية فى رمضان،» يسجل المؤلف العديد منها، مثل تلك المقطوعة حول استقبال الشهر: )رمضان يا منور نورت وادينا/ يا أحلى من السكر حلوة ليالينا/ نلعب ونتمخطر ونقول أغانينا/ حالو يا حالو...(. ويدرج مرسى أيضًا إحدى الأغانى التى اشتهرت فى الإذاعة المصرية: )رمضان جانا.. ورحنا به/ بعد غيابه.. وبقاله زمان/ غنوا معانا.. شهر بطوله/ هنوا وقولوا.. أها رمضان(. ويقدم المؤلف واحدة من أغانى المسحراتى.
يا عباد الله وحدوا الله/ قوم وحد ربك واستغفر/ وقت الاستغفار والطلب من الله/ واتسحر علشان ما تجعش/ اصحى يا نايم وحد الدايم(. وكذلك من أغانى الوداع: )تم البدر بدرى/ والأيام بتجرى/ والله لسه بدرى يا شهر الصيام(. ثم ينتقل مرسى إلى أغانى التوحش: )لا أوحش الله منك يا شهر الصيام/ لا أوحش الله منك يا شهر القيام/ لا أوحش الله منك يا شهر الولائم/ لا أوحش الله منك يا شهر العزائم(.
كما يشير المؤلف فى كتابه لبعض الأفام السينمائية التى دارت الأحداث فيها خال هذا الشهر الكريم، مثل: )العزيمة(- إخراج كمال سليم 1939م، )قلبى على ولدى(- إخراج بركات 1950م،م، )ضربة معلم(- إخراج عاطف سالم م. 198٧م.
وأما عن شهر رمضان فى الأمثال الشعبية، فيسرد منها الكالكاتب: )اتصدقوا ترزقوا، اللى يخرج منه زكة عنه، اللى يكدب نهار الوقفة، يسود وشه نهار العيد، اللى ما يصوم ويصلى، رزقه يولى، ص صامتيوم واتمخطرت للعيد(. ثم يتجه المؤلف لإبراز طبيعة رصد وعكس وتضمين الشعر العربى لشهر رمضان، حيث يدرج مجموعة من الأمثلة، وفى مقدمها: قول الشاعر الأندل الأندلسىدراج القسطلى 958) - 1030م( فى ود وداعشهر شعبان: فلئن غنمت هناك أمثال الد الدمىفهنا بيوت المسك فاغنم.. وانتهب تحفا لش لشعبانجا لك وجهه.. عوضا من الورد الذى أهدى رجب فأقبل هديته فقد وافى بها قدرا إ إلىأمد الصيام إذا وجب.
كما يقول الش الشاعرمصطفى صادق الرافعى ( 193٧-1881م 193٧-1881م(:
فديتك زائرزائرا فى كل عام تحيا بالسامة والسام
وتقبل كالغما كالغمامبفيض حينا ويبقى بعده أثر الغمام
وكم من الناس كلف مشوق إليك وكم شجى مستهام
ويقول الشاعر أحمد شوقى 1868)- 1932م(:
يا مديم الصوم فى الشهر الكريمْ صم عن الغيبة يوما والنميمْ، ويقول أيضا: وصلِّ صاة من يرجو ويخشى وقبل الصوم صم عن كل فَحْشا.
ويؤكد الكاتب أن تقلص واندثار العديد من المظاهر والممارسات الاحتفالية بهذا الشهر كانت حافزًا له لتجميعها فى كتاب، خصوصا الجانب الفولكلورى من هذه المظاهر، والتى تعرضت لاندثار تماما، وكان تسجيلها واحدًا من أعمال الحفاظ على الذاكرة القومية، لهذا كانت فكرة الكتاب.
وعن شهر رمضان فى ذاكرة الأدباء والكتاب المحدثين، يعرفنا المؤلف على أن هذا الموضوع رصدته بعض الأعمال الروائية، مثل )الشمندورة( لمحمد خليل قاسم و)خان الخليلى( لنجيب محفوظ... وغيرها، كما سرد طه حسين بعضا من ذكرياته. وكم هى شيقة، وربما مثيرة أيضا، تلك الصفحات التى تناولت وصف شهر رمضان فى كتابات الرحالة الأجانب والمستشرقين، ومنهم: الرحالة الإيطالى برنار دى بريد بناخ، الرحالة الفرنسى جان باليرن، الرحالة الفرنسى فيامون، الرحالة التركى أوليا جلبى... وغيرهم.