Al Masry Al Youm

هل تريدون الحل فعلً؟

- عبد اللطيف المناوى ‪menawy@ gmail. com‬

كان النقاش الذى شاركت فيه مؤخرًا على قناة العربية- الحدث يدور حول استقالة الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد أشتية، وتشكيل حكومة جديدة، وما إذا كان ذلك يعنى بداية لإصلاح السلطة. من بن ما توقفت عنده ما ذكرته مصادر فلسطينية أن مفاوضات تشكيل الحكومة سيستغرق حوالى أسبوعن. وما أثار دهشتى أيضًا هو إصرار الضيف الفلسطينى المشارك فى الحوار على أن أى تعديل على السلطة يجب أن يكون من خلال إجراءات طبيعية لمجتمع مستقر يمارس الديمقراطي­ة من خلال الذهاب إلى صناديق الانتخاب ليختار ممثليه. وأن على العالم أن يعمل من أجل تهيئة الأجواء لحدوث ذلك. للحظة بدأت مراجعة نفسى، عن أى حكومة ومجتمع نتحدث؟ فقد انتابنى الشك أنه قد يكون حديثنا عن تشكيل حكومة سويسرية جديدة لمواطنن يعيشون فى يسر ورغد!!

لم أستطع استيعاب أن المسؤولن عن هذا الشعب الذى ينزف كل دقيقة ويقدم آلاف الشهداء أياديهم تنعم فى مياه باردة، يأخذون وقتهم فى البحث والنقاش وتقسيم الحقائب الوزارية على الجماعات والميليشيا­ت والمنظمات. ولا بأس من الانتظار. وعندما يأتى الحديث عن إصلاح الوضع الفلسطينى وبدء حوار جدى سريع حاسم تسوده مصلحة الفلسطينين فقط يبدأ الحديث الذى «بلا طعم» عن استقلالية القرار الفلسطينى وعدم السماح لأطراف خارجية بإملاء شروط أو التأثير على القرار الفلسطينى. ثم تأتى أنباء عن أن ممثلن عن حركتى فتح وحماس سيجتمعون فى موسكو، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة بناء غزة!!

المشكلة الكبيرة هنا تأتى من أولئك المتمترسن بمناصبهم والرافضن التخلى عن مقاعد الحكم والثروة والسيطرة حتى لو لم يتبقَ إلا خرائب وأشباه بشر. القيادات الفلسطينية جميعها من رأس السلطة حتى قادة الميليشيات والتنظيمات وكل أتباعهم عليهم أن يتوقفوا عن السعى لتحقيق انتصارات صغيرة وغنائم قليلة ومكاسب لا قيمة لها. بعد أن يفعلوا ذلك عليهم الوصول إلى صيغة لقيادة جديدة بعد الحوار المتخلص من المطامع الصغيرة ليكونوا قيادة جديدة تنقذ هذا الشعب أولًا من المأساة التى يعيشها قبل أن تقوده لإقامة دولته.

منع ما هو قادم يتطلب وحدة وطنية فلسطينية وإنهاء الانقسام وترتيب الوضع الداخلى الفلسطينى، وشروط الوصول إلى ذلك ذكرناها ويعرفها الصادقون من القيادات الفلسطينية. أما الأوليات فهى واضحة، وقف الحرب والتهجير، وإدخال المواد الطبية والإغاثية، وإنقاذ الشعب الفلسطينى فى غزة، وحماية المواطنن فى الضفة والقدس من جرائم المستوطنن وجيش الاحتلال الذى يعمل على تقطيع أواصر التواصل بن المدن والقرىالفل­سطينية.

الأمر بحاجة لعملية سياسية تُفضى إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضى الضفة وغزة، وضمان حق العودة للاجئن. الفرصة قد تكون سانحة هذه المرة، ولكنها قد تكون الأخيرة. والإجابة على العنوان السؤال هى المدخل الحقيقى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt