Al Masry Al Youm

جناح سياسى وعسكرى

- معاً د. عمرو الشوبكى elshobaki6­2@gmail.com

إحدى معضات حركة حماس الأساسية هى هذا الانفصال بن جناحيها السياسى والعسكرى، فا يمكن القول إن الجناح السياسى يقود نظيره العسكرى، وإنه خطط وقرر عملية 7 أكتوبر، كما لا يمكن القول إن الجناح العسكرى هو الذى يقود كل هياكل الحركة السياسية والاجتماعي­ة، حتى لو كان له اليد الطولى على توجهاتها ومجمل مواقفها. والموكد أن كا الجناحن لا يعترف بهما العالم ولا يتواصل معهما، بل وتصنف الدول الغربية الحركة كجماعة إرهابية، ولذا لم يكن غريبا أن كل المفاوضات التى جرت منذ بداية العدوان الإسرائيلى، وحتى مفاوضات باريس الأخيرة ثم مفاوضات الدوحة والقاهرة، تتم بشكل غير مباشر وعبر وسطاء؛ أى أن حماس لم تحضر هذه المفاوضات وغابت بالطبع السلطة الفلسطينية التى مازالت عاقتها مقطوعة مع حماس وتعتبرها الأخيرة لا تمثلها.

ويبقى السؤال: هل هذا الوضع طبيعى وهل سيستمر إلى ما لا نهاية؟، وهل هناك بدائل له تتمثل بالتواصل مع قوى من داخل خط حماس يمكن أن يقبلها المجتمع الدولى وتستطيع أن تتفاوض مستقبا باسم أهل غزة وتصبح فى النهاية جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية؟.

معضلة الوضع الحالى أننا أمام حركة مقاومة لا يستطيع قادة جناحها السياسى التواصل الدقيق مع جناحها العسكرى ولا مع العالم، وحتى المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطينى ليس لها عاقة بقادة حركة حماس السياسين، كما لا توجد أى عاقة بينهم وبن المنظمات المدنية الدولية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، على عكس تجارب حركات التحرر الوطنى التى كان لقادتها السياسين حضور فى كل دول العالم، من منظمة التحرير الفلسطينية مرورا بجبهة التحرير الجزائرية وانتهاء بالمؤتمر الوطنى الإفريقى، ومثلوا غطاء شرعيا للجناح العسكرى، وحاولوا قدر الإمكان أن يؤثروا فى الرأى العام العالمى ويدافعوا عن قضايا شعوبهم، وهو با شك غير متاح لحركة حماس لأسباب تتعلق ببنيتها العقائدية والأيديولو­جية واستهداف إسرائيل لها ورفض كثير من دول العالم لها.

مشكلة الحلول المقترحة لإيقاف الحرب أو الدخول فى مفاوضات تسوية أنها تستبعد حماس، وفى نفس الوقت فإن الأخيرة لا تعتبر السلطة الفلسطينية تمثلها، بما يعنى أن هناك ثغرة فى التمثيل الفلسطينى تلعب عليها إسرائيل.

التسوية السلمية العادلة القائمة على دولة فلسطينية مستقلة ستعنى حضور حماس السياسية وتراجع حماس العسكرية، فيقينا لا يمكن لحركة مقاومة مسلحة أن تنتصر بعمليات عسكرية فقط مهما كانت درجة تأثيرها على الاحتال، ولا بد أن يكون لها حضور سياسى مهمته الأساسية التفاوض مع الأعداء والخصوم وليس فقط إدارة العاقة مع الحلفاء، وهو حتى اللحظة أمر غير متحقق بالنسبة للجناحن السياسى والعسكرى معا لحركة حماس، ومطلوب البحث عن بدائل من داخل الصف الوطنى الفلسطينى متواصلة مع حماس وقادرة على التفاوض، بشكل موحّد، باسم الشعب الفلسطينى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt