Al Masry Al Youm

عاطلان يذبحان موظفًا ويلقيان جثته بالمقابر

⏮والدة الضحية: «كانوا سرقوا التوك توك وسابوه لعياله».. والأمن يضبط المتهمين

-

كتب- محمد القماش:

بعد صاة الفجر، توقف «هانى» أمام عربة فول وفافل، وطلب «قرصين طعمية ساخنة»، تناول وجبة إفطاره على أن يعود إلى والدته المُسنة فى ال8 صباحًا بطعامها كما وعدها قبل أن ينطلق إلى أكل عيشه ب«التوك توك» قيادته، إلا أن القدر كان له رأى آخر، إذ استوقفه شخصان كانا إلى جواره أثناء تناول وجبته «تودينا يا اسطى على الخليفة»، با تردد وافق السائق، «الاصطباحة رزق محدش يرفضه»، كما كان يقول دائمًا لأسرته، ووسط المقابر، وقفوه ودبحوه وسابوه وخدوا التوك توك»، تروى أم المجنى عليه تفاصيل إنهاء حياته.

تجهش باكيةً على فقدان ابنها البكرى وسندها، وأمام أطفاله ال3 تقول: «ابنى عاجز، رجله اليمنى مبتورة من مرض السُكرى وبيمشى على عكازين، كانوا سرقوه وخاص عياله عايزينه».

«حد فيكم ينزلى اتكلم معاه»، ضابط شرطة يصل إلى منزل أسرة «هانى» فى السيدة زينب بالقاهرة، ويسأل والدته وشقيقه «بيطلع الساعة كام، وله أعداء ولا لأ»، يفزعهما السؤال، يجيبان بأنه «ده لسه خارج على التوك توك مفيش ساعتين، وده ميعاده على طول ساعة الصبحية»، وبينما قلب الأم يستشعر خطرًا، يقول لها الضابط الذى كان بحوزته بطاقة هوية ابنها الأكبر التى عثر عليها بجوار جثته الملقاة بالمقابر فى منطقة الخليفة: «أصله عامل حادثة وفى مستشفى أحمد ماهر».

الأم وبوصولها المستشفى وسؤالها عن ابنها وقول أفراد الأمن الإدارى لها: «مفيش حد جالنا بالاسم ده»، وقفت تلطم خديها وقالت لمن حولها من أقاربها: «أنا ابنى مذبوح واتاخد منه التوك توك صدقونى، يا ما قلت له خد بالك من نفسك، كان يقولى خليها على الله»، وهكذا بحدسها عرفت مصير الابن، حتى وصلت النيابة العامة، إذ أكد لها وكيل النائب العام: «البقاء لله، شدّى حيلك ابنك مقتول، وحقه راجع فى أقرب وقت».

أم «هانى»، تمنت أن يكون حدسها كاذبًا «الواد يكون مضروب ضربتين وخاص»، لكنها ما إن طالعت جثمانه بمشرحة زينهم، وهى تلقى بنظرة الوداع عليه عقب غُسله، حتى انهارت «مش قلت لكم مذبوح ومتقطع»، فا تتوقف عن كلماتها الحزينة ولا معاتبة مرتكبى الجريمة «كنتم خدتم التوك توك فى داهية، ده حتة حديدة، كنتم سبتم ابنى لى ضنايا، كان بيصرف على، أبوه مات من سنة وبيتكلف بىّ ومرضى».

كل صباح منذ مقتله، تنتظر الأم مجيئه بالإفطار، وتفكر فى الاتصال عليه «كده تغيب عنى كل ده»، يبكى أبناؤها، يقدرون عدم تحملها فراق «هانى»، «ده اتقتل غدر، ونحتسبه عند الله شهيدًا»، تلوم حظه مع الدنيا «شغله فى المصلحة الحكومية، فقده بسبب بتر ساقه من مرض السكرى، أخذ قرض واشترى التوك توك واتقتل، عياله ال3 اتيتموا وأصبحنا مديونين».

بعد ساعات من الجريمة، كانت الشرطة ضبطت مسجلى خطر كانا وراء قتل «هانى»، إذ تتبعت المباحث خط سيره ب«التوك توك» وصولاً إلى المتهمين اللذين سرقاه وباعاه لتاجر سيئ النية، جرى القبض عليه، فالمتهمان بقتل السائق اعترفا: «شفناه بيفطر فكرنا نسرقه، مكانش قصدنا نقتله لكنه قاومنا فضربناه فى رقبته فمات».

الطفل «أحمد»، 5 سنوات، ابن المجنى عليه، يسأل جدته لأبيه «فين أبويا طوّل أوى فى السفر تحت التراب»، كلمات الصغير أفهمتها له الجدة لحظة دفن جثمان والده: «أبوك مسافر هنا شوية وهيرجع تانى»، ومنذ ذلك الحين والصغير يكرر سؤاله، تقول «العجوز»: «الإعدام قليل على المتهمين». تبدلت أحوال أسرة «هانى» بسبب الجريمة، فأخوه الأصغر «إبراهيم» أصبح عاطاً «كنت بشتغل معاه على التوك توك أجيب مصاريفى»، وشقيقته «داليا»، تروى أن شقيقها كان ينفق عليها ويراضى أطفالها كونها مُطلقة.

وكشفت وزارة الداخلية فى بيان لها، أمس، عن مابسات ما تبلغ لقسم شرطة الخليفة، بالعثور على جثة شخص، وبالانتقال والفحص تبين أن المتوفى موظف ومصاب بجروح طعنية وآثار حقن بالذراع اليمنى وبتر قديم بالقدم اليمنى، وأن وراء ارتكاب الواقعة عاطلين «لهما معلومات جنائية».

وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهما، وبحوزه كل منهما ساح أبيض «مطواة»، وبمواجهتهم­ا اعترفا بارتكابهما الواقعة بقصد سرقة «توك توك»، وأرشدا عن المركبة لدى عميلهما سيئ النية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 ?? ?? الضحية
الضحية
 ?? ?? .. ووالدته
.. ووالدته

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt