«عم سليم» أشهر صانع حصر فى «إدكو»
بعد 60 سنة فى المهنة: «نفسى أشتغل لآخر يوم فى عمرى»
البحيرة- هند فاروق:
«أكوام بوص متناثرة وحُصر متراصة بجوار أكواخ من الغاب..» مشهد لافت على أطراف مدينة إدكو ذات الطبيعة الساحرة، أقصى شمال محافظة البحيرة، حيث يقضى واحد من أقدم صانعى الحصر فى مصر، ما يزيد عن 12 ساعة يوميًا.. 60 عامًا وأكثر قضاها هنا «عم سليم،» دون كلل أو ملل من العمل المتواصل، مجسدًا جملة منير الشهيرة: «ولسه بيجرى ويعافر ولسه عيونه بتسافر ولسه قلبه لم يتعب من المشاوير..»
عم «سليم محمود»، الرجل الثمانينى، تحدث ل«المصرى اليوم» عن مهنته العتيقة التى أوشكت على الاندثار فقال: «فى بوص بلدى وبوص عادى، البلدى الفلاح بيزرعه حوالن أرضه عشان يدارى على الشجر، فإحنا بنشتريه وبنصنعه سدد بوص للسقوفات فى مزارع الماشية والدواجن، لإنه بيدى درجة حرارة مناسبة للتربية .»
ويستكمل حديثه منسجمًا: «أما البوص العادى فبيتجاب من المستنقعات المائية وبيتعمل منه حُصر بتُستخدم كمصد للرياح فى مزارع الخضار والفاكهة، والحصير المصنوع من البردى بياخدوه للقرى السياحية وأيضًا لزراعة النخيل والشتلة لسه صغيرة عشان يديها نسبة دفء، بحيث إنها تنمو لحد ما تكبر.» يتابع الرجل: «بالنسبة للغاب البلدى والعادى المقاسات بتكون على حسب طلب الزبون، وفى زبون بيطلب غالى وفى بيطلب رخيص».. هكذا أوضح أشهر صانع حصير أن المقاسات والأسعار تكون على حسب طلب الزبون.
«الصعوبات بنعديها وبنشتغل عشان ناكل عيش وآدى إحنا بنكافح، البوصة زمان كانت موجودة عندنا وسعرها كان كويس، دلوقت مابقتش موجودة، فبنضطر نجيبها من أماكن بعيدة»، كلمات تملؤها معانى الرضا رغم العناء، قالها العجوز قبل أن يكمل: «الإقبال على الشراء النهاردة أكتر من زمان، لإن فى توسعات فى الأراضى الزراعية، وبالتالى الاستخدام زاد».
وعن ساعات العمل قال رجل الحصير إنه يعمل أكثر من 12 ساعة يوميًا، تبدأ من السابعة صباحًا لبعد السابعة مساءً، ويجهز بعد ذلك احتياجات العاملن معه.. يختصر: «يعنى عمل مستمر ليل ونهار عشان نقدروا نعيشوا».
وأردف العم سليم بكلمات تفوح منها رائحة العشق لمهنته التى اشتهر بها حتى اشترى منه نجوم المجتمع: «هفضل مكمل فى الشغلانة دى لحد روحى ما تطلع، وآدينى بكافح، أنا اخترت الشغلانة دى زمان عشان أساعد والدى، ووقفت معاه لغاية ما إخواتى إتعلموا وبقوا أحسن الناس».