Al Masry Al Youm

«دجاج الجحيم» يعيد النظر فى أحافير الديناصورا­ت

-

كتب- محمود عبدالوارث:

فى أواخر السبعينيات، بدأ الجدل حول ما إذا كانت الديناصورا­ت فى ذروتها أم فى تراجع قبل انقراضها الكبير.

ولاحظ العلماء، فى ذلك الوقت، أنه بينما بدا أن تنوع الديناصورا­ت قد زاد فى المرحلة الجيولوجية التى امتدت من 83.6 مليون إلى 71.2 مليون سنة مضت، إلا أن عدد الأنواع الموجودة على الساحة بدا وكأنه يتناقص خال ماين السنن القليلة الأخيرة من العصر الطباشيرى.

وقد فسر بعض الباحثن هذا النمط على أنه يعنى أن الكويكب الذى ضرب خليج المكسيك كان مجرد الضربة الأخيرة لمجموعة معرضة بالفعل للخطر من الحيوانات.

وركزت دراسة حديثة على أنواع الديناصورا­ت ذات العظام الأربع للأطراف الخلفية، والتى جرى اكتشافها فى داكوتا الجنوبية الأمريكية، فى صخور تكوين هيل كريك، ويعود تاريخها إلى آخر مليونى سنة من العصر الطباشيرى.

عندما فحص العلماء العظام لأول مرة، حددوا أنها تنتمى إلى عائلة من الديناصورا­ت المعروفة باسم كايناجناثي­دس، وهى مجموعة من الديناصورا­ت الشبيهة بالطيور التى كانت لها مناقير با أسنان، وأرجل طويلة وذيول قصيرة.

وتشير الأدلة الأحفورية المباشرة والمستنتجة إلى أن هذه الديناصورا­ت كانت مغطاة بريش معقد، مثل الطيور الحديثة.

ويُعد النوع الوحيد من هذه الفصيلة هو «آنزو»، المعروف ب«دجاج الجحيم،» وهو مغطى بالريش والأجنحة الرياضية وبه منقار با أسنان، ويتراوح وزنه ما بن 200 و340 كيلو جرامًا تقريبًا.

على الرغم من لقبه المخيف، إلا أن نظامه الغذائى هو موضع نقاش، ومن المحتمل أنه كان من آكات اللحوم، حيث كان يأكل المواد النباتية والحيوانات الصغيرة.

يقول الفريق البحثى: «لأن عينتنا كانت أصغر بكثير من عينة آنزو، فقد افترضنا ببساطة أنها كانت لطفل صغير. قمنا بحصر الاختافات التشريحية التى لاحظناها فى حالته المبكرة وحجمه الأصغر، واعتقدنا أن الحيوان كان سيتغير لو استمر فى النمو».

أضاف العلماء: «عينات الأنزو نادرة، ولم يتم نشر أى أحداث محددة فى الأدبيات العلمية، لذلك كنا متحمسن لمعرفة المزيد حول كيفية نموها وتغيرها طوال حياتها من خال النظر داخل عظامها. تمامًا كما هو الحال مع حلقات الشجرة، تسجل العظام حلقات تسمى خطوط النمو المتوقف، ويمثل كل سطر سنوى جزءًا من السنة التى تباطأ فيها نمو الحيوان. كانوا يخبروننا عن عمر هذا الحيوان، ومدى سرعة أو بطء نموه».

أردفوا: «قمنا بقطع منتصف ثاث عظام حتى نتمكن من فحص التشريح الداخلى للمقاطع العرضية مجهريا، وما رأيناه اقتلع افتراضاتنا الأولية تماما».

تابعوا: «نتوقع أن تكون خطوط النمو المتوقف فى العظم متباعدة بشكل واسع، مما يشير إلى نمو سريع، مع تباعد متساو بن الخطوط من الداخل إلى السطح الخارجى للعظم. هنا، رأينا أن الخطوط الاحقة كانت متقاربة بشكل تدريجى، مما يشير إلى أن نمو هذا الحيوان قد تباطأ، وكان تقريبًا فى حجمه البالغ».

مع هذا الدليل الجديد، بدأنا فى إجراء مقارنات شاملة مع أفراد آخرين من نفس العائلة التى ينحدر منها «أنزو».

وبمقارنتها مع التكوينات الأحفورية الأقدم، وجد العلماء أنواعا بنفس الحجم.

نوه العلماء: «يشير اكتشافنا الجديد إلى أن مجموعة الديناصورا­ت هذه لم تكن تتناقص فى التنوع فى نهاية العصر الطباشيرى، وتظهر هذه الحفريات أنه لا تزال هناك أنواع جديدة لم يتم اكتشافها، وتدعم فكرة أن جزءًا على الأقل من نمط تناقص التنوع هو نتيجة لتحيزات أخذ العينات والحفاظ عليها».

 ?? ?? رسم تخيلى للديناصور المكتشف
رسم تخيلى للديناصور المكتشف
 ?? ?? عظام الديناصور المكتشف
عظام الديناصور المكتشف
 ?? ?? إحدى عظام الديناصور المكتشف
إحدى عظام الديناصور المكتشف

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt