Al Masry Al Youm

عاتكة بنت زيد والزبير بن العوام ونساؤه

- ٧ ستات رولا خرسا

تزوج الزبير بن العوام من أسماء بنت أبى بكر الشهيرة ب«ذات النطاقين» وهاجرا معًا إلى يثرب التى سُميت فيما بعد المدينة المنورة وولدت له «عبد الله بن الزبير» الذى كان أول مولود للمسلمين فى يثرب وهذا الطفل بويع بعدها بسنوات بالخلافة ولكن خلافته لم تمكث طويلًا.

ما لا يعرفه الكثيرون عن الزبير بن العوام المسلم المدافع عن دينه والبطل المغوار أنه كان معروفًا بشدته مع النساء وغلظته الشديدة معهن.. تزوج سبع نساء غير أسماء بنت أبى بكر هن: زينب بنت مرثد، وأم كلثوم بنت عقبة، وأمَةُ بنت خالد بن سعيد، وعاتكة بنت زيد، والرباب بنت أنيف، وتماضر بنت الأصبغ، والحلال بنت قيس بن نوفل، وأنجب منهن جميعًا أحد عشر ابنًا وتسع بنات.

رُوى عن بعضهن معاناتهن من شدة الزبير معهن، مثل أنه كان يضربهن حتى إن بعضهن كرهن العيش معه. فيروى «القرطبى» فى تفسيره:

«إنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ كَانَتْ تَخْرُجُ حَتَّى عُوتِبَ فِى ذَلِكَ. قَالَ: وَعَتَبَ عَلَيْهَا وَعَلَى ضَرَّتِهَا، فَعَقَدَ شَعْرَ وَاحِدٍَة بِالْأُخْرَى ثُمَّ ضَرَبَهُمَا ضَرْبًا شَدِيدًا، وَكَانَتِ الضَّرَّةُ أَحْسَنَ اتِّقَاءً، وَكَانَتْ أَسْمَاءُ لَا تَتَّقِى فَكَانَ الضَّرْبُ بِهَا أَكْثَرَ».

وربما تتشابه واقعة أسماء بنت أبى بكر مع ما جرى لأم كلثوم بنت عقبة، التى كانت كارهة للزبير هى الأخرى، بحسب رواية ابن شبة فى «تاريخ المدينة»، بقوله:

«أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ، كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً، وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى النِّسَاءِ، فَكَانَتْ تَسْأَلُهُ الطَّلَاقَ، فَيَأْبَى، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ فَوَضَعَتْ، فَاتَّبَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ وَقَالَ: إِنَّهَا وَضَعَتْ، قَالَ: خَدَعَتْنِى خَدَعَهَا اللهَُّ،

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: سَبَقَ فِيهَا كِتَابُ اللهَِّ، اخْطُبْهَا. قَالَ: لَا، لَا تَرْجِعُ إِلَىّ». وقبل أن أعود إلى حكايته مع عاتكة وجب تفسير سبب شدة الزبير مع زوجاته.. نشأ الزبير فى مكة يتيمًا، بعدما قُتِل أبوه العوام بن خويلد شقيق السيدة خديجة بنت خويلد، فى حرب الفجار، فتكفلت أمه صفية بنت عبد المطلب، بتربيته، وعاشت من أجله... كانت صفية امرأة معروفة فى مجتمعها بقوتها. فهى المرأة التى قيل عنها إن الرجال يحسبون لها ألف حساب.

وعلاقة الأم بابنها يكون لها، عادة، شدة الأثر عليه فى الكبر… فطفل اليوم هو رجل الغد.. ومن تعود على المحبة فى الصغر.. تعود على إعطائها فى الكبر... ربت صفية رجلًا شجاعًا لا يهاب أحدًا ولا يخشى المخاطر ولكن شدتها عليه جعلته شديد القسوة على زوجاته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt