Al Masry Al Youm

«زينب سيدة التروسيكل»: ربيت 6 أبناء من الخردة

-

البحيرة- هند فاروق:

من حى أبوالريش الشعبى بدمنهور، تنطلق ب«التروسيكل» فى المدينة بحثًا عن لقمة عيشها فى المحال، حيث تجلب الكراتين والصفائح الفارغة وتبيعها لتجار الخردة بعد يوم عملها شاق الذى يمتد لنحو 9 ساعات.

وارتدت الحاجة زينب جودة، خمسون عامًا، ثوب الرجال، وأخذت خصالهم لتخوض غمار الحياة كرجل منهم بعد انفصالها عن زوجها منذ 20 عامًا، ولعبت خالها دور الأب والأم ل6 أبناء، فلم يكن أمامها سبل أخرى للتعايش مع الواقع.

«بقالى دلوقت سنتين راكبة التروسيكل وأنا بشتغل علشان أأكل عيالى أمال أنا هعمل إيه!. عيشتى على قدى وما عنديش دخل تانى، وربيت أولادى من الخردة» هكذا قالت الحاجة زينب، ل«المصرى اليوم»، قبل أن تكمل: «يومى بيبدأ من الساعة 10 الصبح لغاية العشا، وبعد كده بشوف طلبات عيالى».

وأضافت أشهر سائقة تروسيكل فى محافظة البحيرة: «بلف فى العزب حوالين دمنهور وفى دمنهور وأهو بقول المعين ربنا»، موضحة أنها تستأجر التروسيكل ب100 جنيه فى اليوم الواحد، وتتكبد ثمن البنزين والزيت،

وهو ما يُحملها أعباء فوق أعباء الحياة.

وعن تعرضها لانتقادات والصعوبات، تقول: «بيقولوا دى شغلة راجل.. اقعدى.. ما ينفعش يا حاجة.. وادينى بستحمل، واللى يقولى انتى بتاخدى شغلى باقول له: لا يا ابنى أنا مش باخد شغلك.. الأرزاق على الله » .

وتمنت الحاجة زينب: «نفسى أجيب تروسيكل أكل عليه عيش يبقى بتاعى بدال ما نص شقايا رايح فى الإيجار، وابنى أعمل له عملية فى عينه، وأنا عليا شيكات نفسى أسددها، مش طالبة حاجة غير كده بس».

وعن طبيعة عملها، تحدثت قائلة: «بجمع شوية كراتين وصفايح، واللى بجمعه بوديه لتاجر الخردة، وبياخده منى عشان أشوف غيره، وتُرزق، وأهى لقمة شريفة أحسن من حاجة وحشة، كله عارفنى حتى بتوع الدكاكين، بشترى منهم من غير ميزان، أهى الناس بتراضينى، وبنُرزق أحسن من مفيش».

واختتمت حديثها: «الشغل مش عيب، العيب لو مديت إيدى لحد، لكن الشغل عمره ما كان عيب، أنا بشتغل، والموظف بيشتغل، والدكتورة بتشتغل، بس كل واحد وشغلته، وكل واحد وطريقته».

 ?? ?? زينب أثناء عملها
زينب أثناء عملها

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt