Al Masry Al Youm

غنى له الأبنودى.. «قناديل البرتقال» تضىء منازل الأقباط فى عيد الغطاس

- GAHAR

كتبت تريزا كمال:

«يا بابيصا.. بلبصى الجلبة.. ليلتك بابيصا.. ليلة هنا وزهور.. وفى ليلتك بابيصا.. حنو العصفور»... يا بابيصا.. بلبصى الجلبة.. يا على يا بنى.. جُوم بنا بدرى.. دى السنة فاتت.. والمرا ماتت.. !! هكذا تناول الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، مناسبة عيد الغطاس المجيد، فى شعره الغنائى بكتابه «أيامى الحلوة» عن احتفالات أهل قريته فى الصعيد بعيد الغطاس.

تحتفل الكنائس القبطية الأرثوذكسي­ة والكاثوليك­ية، مساء الجمعة، بعيد الغطاس =، أو كما يطلق عليه عيد الأنوار، وتقيم الكنائس الأرثوذكسي­ة القداسات، إحياء لذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس «يوحنا المعمدان».

وفسر الانبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، تأخير الاحتفال بقداس عيد الغطاس مساء 19 يناير وليس كالمعتاد مساء 18 يناير، حيث إن هذه السنة هى سنة كبيسة، وإن عيد الغطاس هو عيد تعميد المسيح فى نهر الأردن، هو أحد الأعياد السيدية الكبرى وهو الثالث فى الأهمية بعد عيدى المياد والقيامة.

ويملك أقباط مصر الكثير من العادات والتقاليد الخاصة بهذا العيد، وتجد إقبالا كبيرا على شراء البرتقال والقصب، وإضاءت قناديل البرتقال منازل الأقباط فى كافة ربوع مصر، حيث يرتبط بثاث ثمار هى: القصب، البرتقال، والقلقاس، وهى أكات الأقباط فى هذا العيد، وبحسب تفسير مصادر قبطية فإن تلك الثمار لهما من دلالات ورموز، فالبرتقال؛ فهو يمثل وجود الله فى حياة المتعمد عند تقشير الغاف الخارجى للبرتقال، يكون لون قلبه أبيض، حيث من المعروف أنَّ من سماتهما، غزارة السوائل داخلهما، وفى هذا رمز واضح إلى ماء المعموديّة.

أما القصب والذى يتزامن حصاده مع الاحتفال بعيد الغطاس، فله معانِ روحية تتشابه مع المعانى الروحية للمعمودية فالقصب نبات مستقيم، وهذا يشير إلى حياة الاستقامة الروحية التى يجب أن يتحلى بها المتعمد، والقصب يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله، وهذا السائل رمز لماء المعمودية، كما

أن لعصير القصب مذاقا حلوا وهذا رمز لفرحة المعمودية، ونفس الأمر بالنسبة لرمزية «طبخة القلقاس».

ويتم زخرفة البرتقالة بأشكال الصليب ووضع شمعة لتضىء داخلها، لتشكل «فانوس البرتقال» للتدفئة والإنارة كمشعل يضئ لهم فى الليل المعتم، عند الخروج لياً، لحضور قداس عيد الغطاس، حيث لم تكن تعرف الكهرباء والبنزين قديمًا.

كما كان المصريون قديمًا يحتفلون بعيد الغطاس على ضفاف نهر النيل، وكانوا يحملون الفوانيس لإنارة، فى ليلة عيد الغطاس وكان كبار الكهنة والرهبان يأتون ويغطسون الصلبان

فى المياه، ويقيمون الصلوات، من طقوس الاحتفال بالعيد.

يقول القس تواضروس متياس، الباحث فى التاريخ القبطى، راعى كنيسة الأمير تواضروس بأبوقرقاص بالمنيا: قديما كان عيد الغطاس عيدًا قوميًا فى مصر، فقد يروى المؤرخ )أحمد بن على المقريزى( والمعروف ب«تقى الدين المقريزى» عن عيد الغطاس فيقول: إنه يُعمل بمصر فى اليوم الحادى عشر من شهر طوبة، وأصله عند النصارى: إن يحيى بن زكريا عليه السام، المعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمد المسيح، أى غسّله فى بحيرة الأردن، وعندما خرج المسيح عليه السام من الماء، اتصل به الروح القدس، فصار النصارى لذلك يغمسون أولادهم فى الماء فى هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم، ولا يكون ذلك إلا فى شدة البرد، ويسمّونه يوم الغطاس، وكان له بمصر موسم عظيم إلى الغاية.

ولما تولى الإخشيديون الحكم، كان لليلة الغطاس شأن عظيم، وكان الناس- مسلمين ومسيحيين- لا ينامون فى هذه الليلة وقد حضر المسعودى سنة )330 ه( ليلة الغطاس بمصر، والإخشيد محمد بن طفج أمير مصر فى قصره، فى جزيرة منيل الروضة وقد أمر بإقامة الزينة فى ليلة الغطاس أمام قصره، من جهته الشرقية المطلة على النيل.

 ?? ??
 ?? ?? قناديل البرتقال تضىء منازل الأقباط
قناديل البرتقال تضىء منازل الأقباط
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt