Al Masry Al Youm

أحداث «بطن الحوت» حقيقية.. وترصد «الحركات الإسلامية» وخروجها من الهامش

⏮ لم أقدم «كروان مشاكل» بشخصيته الحقيقية أو مهرجًا.. ولسوء حظى أنه اشتهر بعد تصوير المسلسل

-

■ كيف بدأ التحضير والاستعداد لتقديم مسلسل «بطن الحوت»؟

- أنا من عشاق ومن محبى القاهرة، ودايما بحب بطن المدينة وأنا متيم بمنطقة مصر القديمة وواقع فى غرامها وسحرها، ودايما أرى أن هناك حكايات من الممكن أن تحكى من قاع المدينة أو هامشها، وهى الكلمة المعبرة لها، لأن دائما هوامش المدن لا تدون، وفى هذه الأزمنة الحديثة لدينا فرصة فى أن الهامش يمكن تدوينه وتوثيقه، وهذا هو مشروعى وتوجهى فى أعمالى ورؤيتى تجاه العالم والناس.

■ رؤيتك الفنية وضحت من أعمال قدمتها سابقًا مثل: «جلد حى» و«ورد مسموم»، وأخيرًا «بطن الحوت».

- حتى «الحرامى» وأنا لست مخرجًا له ولكنى مؤلف أظهرت فيه نفس الرؤية والفكرة، وهى: ماذا يحدث فى هامش هذه المدينة الضخمة وسيرة الهامش؟.. لأن الأحداث والسرديات الكبرى فى التاريخ والتغيرات الاجتماعية دائما تشاهدها على الناس التى تعيش فى الهامش، ومن النادر أن يتحدث عنها.

■ قدمت فى مسلسل «بطن الحوت» أزمنة قديمة تعود ل 2005 و 2006 و 2008.. فهل ذلك محاولة للتغلب على أى أزمة رقابية كانت تواجه العمل لتقديم زمن مختلف، أم أن العمل قصة حقيقية فى هذا الزمن؟

- المسلسل أحداث حقيقية وقعت بالفعل، والمفروض العمل مسلسل فى عدة أجزاء كنت قد كتبته من قبل، والأحداث وقعت منذ عام 2005 حتى ،2008 وهنا كانت مصر فى هذه الفترة تمر بمخاض سياسى واجتماعى وتغييرات على مستويات مختلفة وصعود الحركات الاسلامية داخل السياسة المصرية وخروجهم من الهامش وتحولهم لمتن كبير، لذلك فالزمن كان عاملا مهما فى قصتى، وهو ما اشتبكت معه، ولو قدر لنا أجزاء أخرى، سنوضح لماذا استخدمنا هذه الأزمنة.

■ هل كانت هناك مشاكل رقابية على السيناريو والحوار؟

- نهائيًا، لم يكن هناك أى أزمة مع الرقابة على المسلسل.

■ هل من الممكن تكون هناك أجزاء أخرى من المسلسل؟ وهل هناك اتفاق على ذلك؟

- لا، الغرض من الرد على السؤال السابق أثناء كتابتى، أقصد أننى أكتبه فى أزمنة وأجزاء مختلفة، وهذه هى فكرتى: حَكْى الحكاية فى أزمنة مختلفة.

■ كان مقدرا للعمل طرحه فى رمضان الماضى، ولكن تم تأجيله ليعرض حاليًا عبر منصة )شاهد(.. فهل الوقت الحالى أفضل

أم موسم رمضان؟

- الحقيقة أنا لا أعرف؛ لأننى دائما أقول إننى أعمل مخرجا عمليا ينتهى وقت تسليم الحلقة وعرضها، فأنا دائمًا لا أحب الشرح أو تفصيل العمل ولا أشتبك مع نجاحه أو فشله أو توقيتات عرضه، لأن شغلى هو قبل العرض، لأننى لا أسال نفسى: هل لو كان عُرض فى موسم رمضان كان سيلقى النجاح الذى حققه حاليًا أم لا؟، لأننى أجد أن المسلسل عمل صعب على مستوى التلاقى للمشاهد، وليس سوب أوبرا القائم على الحوار.. إذا فاتتك لقطة سيصيبك الارتباك والتساؤل: ما الذى حدث؟، والعمل مترابط.. فهناك أشياء تحدث فى الحلقة الرابعة، شذرات بسيطة تجد الرد عليها فى الحلقة ال11، فمثلا السؤال: كيف خرج هلال العمرى من السجن؟، هى جملة تقال فى الحلقة الرابعة، وفى الحلقة الثامنة ترد عليك، لذلك المسلسل يحتاج «بال رايق» حتى تشاهده مرة واثنتين، ولا أعتقد أن ذلك يناسب العرض الرمضانى، وغير متاح ذلك، لأننا نشاهد مسلسلات رمضان وسط الطعام والإفطار والتجمعات.

■ وضح من خلال تأليف المسلسل أن هناك حالة من البحث الكبير، مثلا خروج هلال بسبب الإفراج الصحى وتوضيحه ورحلة صعود الإسلاميين وطرق عمل الكوكايين، وغيرها من الحالات.. كيف كان التحضير لذلك؟

- فى الحقيقة حتى لا أبخل حق من عملوا فى هذا المشروع، لأننى لست المؤلف الوحيد للمسلسل، فالكاتب محمد بركات صاحب السيناريو والحوار، وأنا كنت خالق الفكرة والعالم للمسلسل.. ولكن المجهود الكبير كان مجهود الكاتب محمد بركات والشباب الذى كانوا معه فى المشروع: أحمد الشماع

ورامى علام ونورهان عماد.. وانضمت لنا فى فترة منة عدلى القيعى لتطوير الحوار، وهذا هو مجهودهم، وفى الأساس طبعا بركات؛ لأنه صحفى حوادث.

■ هل هذا التعاون الثانى بينك وبين محمد بركات بعد مسلسل «الحرامى»؟

- تعاونا فى أكثر من عمل، لكن اللى شاف النور هذين العملين فقط، وكتبنا أكثر من عمل ولدينا طموحات فى كتابة أعمال ضخمة، ولكن ذلك لا يواجه النور بسبب التكاليف الإنتاجية الكبيرة، فنحن كتبنا «الحرافيش» لنجيب محفوظ و«ظلم المسطبة» و«الوفى» وأعمال لم تر النور، حتى «بطن الحوت» رحلة بها هزائم حتى يظهر، والهزائم هنا أعمال لم تكتمل ولكنها خميرة موجودة.

■ أول عمل درامى كمسلسل هو «بطن الحوت»، وقدمت من قبل فيلما روائيا طويلا، هو «ورد مسموم»، ومن قبله «جلد حى»، وهو وثائقى.. فما هو الاختلاف فى تقديمك لمسلسل للمرة الأولى كمخرج؟

- أعتقد- ولست حكمًا- أن لدىَّ عالما ورؤية بصرية واجتماعية واضحة فى الفيلمين والمسلسل أيضًا، ولدىّ لغة وأسلوب يخصنى فى حركة الكاميرا والإيقاع والمونتاج، والمكان شخصية درامية مهمة فى أعمالى.. وهذا جديد على التليفزيون، فعمر ما كان المكان شخصية فى العمل مثله مثل ضياء وهلال فى بطن الحوت، فأنا لا أشاهد فرقا بين أعمالى لأننى أتصرف بأننى واحد ونفس الأسلوب، ولكن الفرق الوحيد بين الأفلام والمسلسل أنه توجد ضغوط شديدة وعصبية والوقت يمر، وربما لو تكررت التجربة سأحصل على مزيد من الحركة والوقت، وهى ليست مشاكل إنتاجية ولكن هى طبيعة الدراما التليفزيون­ية، وما فعلته فى مسلسل بطن الحوت هو التجديد فى كسر قالبها، لأن الدراما التليفزيون­ية دائما تُقدَّم فى كام شقة على مستشفى وكام عربية، لكن هنا فى بطن الحوت أصور فى 5 مدن داخل مصر، وأصور بين 80 و90 لوكيشن حقيقيا، لا يوجد ديكور أو شقق أو فيلا.. مرمطة فقط.. يوميًا كل يوم لوكيشن جديد، وأكثر لوكيشن جلسنا فيه هو البيت 10 أيام.

■ أعلن من قبل طرح العمل أن مسلسل «بطن الحوت» مأخوذ من تيمة «هابيل وقابيل» التى ذُكرت فى القرآن الكريم.. فما الشكل الذى تم اتخاذ العمل عليه من هذه التيمة؟

- أعتقد أن التيمة ظهرت فى الحلقات الحالية، ولكن فى الحلقات الأولى كان تحت السطح وهو عدم رضا ضياء عن شغل شقيقه هلال العمرى، ودائما والدته تقول

⏮ سعيد بردود فعل السينمائيي­ن على بيان نقابة المهن التمثيلية.. ومشاكل المهنة مكانها النقابات وليست البيانات الإعلامية

ما فعلته فى المسلسل كَسرٌ لقوالب الدراما التليفزيون­ية.. وصورت بين 80 و90 لوكيشن حقيقيًا

تيمة «قابيل وهابيل» ضمن أفكار «بطن الحوت».. وما خُزن بطفولتى ومراهقتى أظهرتُه فى تفاصيل المسلسل

⏮كنت أعرف كروان مشاكل قبل المسلسل لأننى غارق فى عالم الهامش.. و«التيك توك» أصبح جزءًا خفيًّا من المدينة

 ?? ?? قال المخرج أحمد فوزى صالح إن لديه مشروعا فنيا واضحا فى حياته وهو «تدوين هوامش المدن»، مشيرًا إلى أن مسلسل «بطن الحوت» عن قصة حقيقية وقعت فى 2005.
وأضاف «صالح» فى حوار ل«المصرى اليوم» أن العمل قدم تيمة «هابيل وقابيل» من خلال علاقة «هلال وضياء» فى المسلسل، كما رصد حركة التحرك الإسلامى وصعودهم من الهامش للمتن، مؤكدًا أن بيان المهن التمثيلية هو محاكمة على رؤيته الفنية ورسالة بأن نكون بلا رؤية ومسخا، موضحًا أن الاختيارات دائما تعود للمخرج وحده، وليس من حق أحد أن يقول له ماذا يختار، وأن مشاكل النقابات مكانها النقابة وليس البيانات الإعلامية.. فإلى نص الحوار:
قال المخرج أحمد فوزى صالح إن لديه مشروعا فنيا واضحا فى حياته وهو «تدوين هوامش المدن»، مشيرًا إلى أن مسلسل «بطن الحوت» عن قصة حقيقية وقعت فى 2005. وأضاف «صالح» فى حوار ل«المصرى اليوم» أن العمل قدم تيمة «هابيل وقابيل» من خلال علاقة «هلال وضياء» فى المسلسل، كما رصد حركة التحرك الإسلامى وصعودهم من الهامش للمتن، مؤكدًا أن بيان المهن التمثيلية هو محاكمة على رؤيته الفنية ورسالة بأن نكون بلا رؤية ومسخا، موضحًا أن الاختيارات دائما تعود للمخرج وحده، وليس من حق أحد أن يقول له ماذا يختار، وأن مشاكل النقابات مكانها النقابة وليس البيانات الإعلامية.. فإلى نص الحوار:
 ?? ?? محمد فراج
محمد فراج

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt