مصر تشهد المسابقة العالمية للقرآن بمشاركة 100 متسابق من 60 دولة
⏮ وزير الأوقاف: إنشاء ٣٣٨٠ مكتب تحفيظ.. ودار القرآن بمسجد مصر ومركزها الثقافى الإسلمى أيقونة عظيمة شكلً ومضمونًا مفتى الجمهورية: نحن فى أشد الاحتياج إلى الاهتداء بأنوار القرآن وأخلقه مع ما نشهده من أزمات وصراعات
كتب- أحمد البحيرى:
افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس، فعاليات المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثلاثين لحفظ القرآن الكريم «دورة الشيخ محمود على البنا» برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ورحب «جمعة»، فى كلمته التى ألقاها نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء، بالحضور من الوزراء والعلماء والقراء، موجهًا الشكر للرئيس على رعايته للمسابقة، التى شهدت مشاركة 100 متسابق يمثلون 60 دولة، وتوجيهه بإكرام أهل القرآن وحسن مكافأتهم، وإقامة هذه المسابقة بدار القرآن الكريم بمسجد مصر ومركزها الثقافى الإسلامى.
واستعرض وزير الأوقاف فى كلمته جهود وزارة الأوقاف فى خدمة القرآن الكريم، التى أقامت ثلاثين مركزًا لإعداد محفظى القرآن الكريم، فضلًا عن إنشاء واعتماد أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثمانين مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، وخلال عام 2023 فقط، عقدت الوزارة أكثر من مائتين وتسعة عشر ألف مقرأة للقرآن الكريم، وأكثر من مائة ألف حلقة تحفيظ، وأكثر من ستة آلاف حلقة تحفيظ عن بُعد، وأطلقت برنامج ختم القرآن الكريم تلاوة فى أكثر من خمسمائة وسبعين مسجدًا، وأعلنت عن مبادرة حصّن طفلك بالقرآن الكريم فى أكثر من خمسة آلاف مسجد، وسيتم تنفيذها بإذن الله تعالى فى عطلة نصف العام.
وأضاف وزير الأوقاف: وفى مجال التفسير والدراسات القرآنية، أصدرت الأوقاف أربع ترجمات جديدة لمعانى القرآن الكريم، ليبلغ إجمالى ترجمات معانيه بالأوقاف إحدى عشرة ترجمة، فضلًا عن إصداراتها فى التجويد، وعلوم القرآن، والإعجاز البيانى فى القرآن الكريم، مستعرضًا فروع وجوائز المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم.
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، فى كلمته: إن القرآن الكريم خير ما يتنافس فيه المتنافسون حفظًا وتلاوة وتفسيرًا
واستنباطًا، وهذه كلها وسائل كريمة لغاية أكرم وأشرف، ألا وهى التدبُّر والتفكُّر فى كتاب الله الكريم، الذى أنزله الله تعالى نورًا وهداية ورحمة للعالمين.
وأضاف مفتى الجمهورية: إن الأمر الإلهى بالتدبر فى آيات القرآن الكريم قد جاء مرارًا فى كتابه الكريم، مشيرًا إلى أن هذه المسابقة
هذا العام مباركة لسببين: الأول أنها تأتى بعد أن أظهر الشعب المصرى أنه مدرك للتحديات التى تواجهه من خلال المشاركة الإيجابية والفعالة خلال الاستحقاقات الديمقراطية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتى عبر فيها عن ثقته بالرئيس السيسى ليكمل مسيرة بناء الجمهورية الجديدة.
وأوضح المفتى أن السبب الثانى هو أن هذه المسابقة تُعقد للمرة الأولى فى مركز مصر الثقافى الإسلامى من قلب العاصمة الإدارية الجديدة التى تعدُّ إنجازًا تنمويًّا كبيرًا لتحقيق النهوض والتنمية الشاملة فى الدولة حتى تحتل مصرنا الغالية مكانتها اللائقة بين الدول.
وأشار المفتى إلى أن العالم الآن مع ما نشهده
من أزمات وصراعات فى أشد حالات الاحتياج إلى الاهتداء بأنوار القرآن الكريم وأخلاقه، موجهًا حديثه إلى المتسابقين: «أنتم حَملة هذه الأنوار إن شاء الله تعالى، واعلموا أنه ما فتحت البلاد سابقًا وما انتشرت الحضارة الإسلامية بعلومها وآدابها وفنونها فى ربوع المعمورة إلا بأخلاق أهل القرآن، لا بالحرب ولا بالسيف ولا بالسنان كما يزعم أعداء الإسلام».
وأكد مفتى الجمهورية أن الله تعالى قد يسَّر حفظ القرآن الكريم واستظهاره للعربى والأعجمى والكبير والصغير والقارئ والأمى على وجه متفرد لافت، بحيث لم يتكرر فى تاريخ البشرية لكتاب غير هذا الكتاب أن يكون حفظه وإتقان تجويده وتلاوته ميسرًا على هذا النحو العجيب الذى نراه فى هذه المحافل المباركة وفى غيرها من تجمعات الاستظهار والتلاوة، هذا مع عظيم ما احتواه من أوجه أخرى من إعجاز النظم الكريم، كالإخبار عن المغيبات.
وأضاف أنه من المعلوم أنَّ مصر بلد له شأن عظيم فى حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وقد أخرجت ما لا يُحصى من الحفظة المهرة والمتقنين وعلماء القراءات حتى صارت قِبلة للعالمين فى هذا الشأن، وأصبح قراؤها الكبار المعروفون فى العالمين مثالًا يُحتذى به فى الإتقان والتلاوة وجمع القراءات القرآنية. وأكد الدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى، وكيل الأزهر، فى كلمته: إننا فى أول ما يجمعنا كتاب الله منبع الخيرات ومصدر البركات، حوله نجتمع وبأحكامه نلتزم ولأوامره نخضع وبتوجيهه نعمل، وهو الذى وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا يشبع منه العلماء ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضى عجائبه وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم.