Al Masry Al Youm

بعد قيد طفل دمياط العبقرى فى«زويل».. هل الجامعات مهيأة لقبول النابغين؟

الخبراء يؤكدون: الأسباب ترجع للوائح الجامعية والموروث الثقافى

- كتب- محمد كامل ومى شاهين:

لسنوات عديدة قواعد القبول بالجامعات المصرية ثابتة دون تغيير، أل وهى الحصول على شهادة إتمام الثانوية العامة أو ما يعادلها والتقدم إلى مكتب التنسيق وفقًا للمجموع والقواعد المعلنة من قبل الجامعات ثم اللتحاق فى النهاية بمقاعد الجامعات دون تغيير يذكر إل أنه كان ورقيًا وأصبح إلكترونيًا، لكن مع نهاية العام الحالى ظهرت أول حالة فريدة من نوعها وهى قبول طالب فى الصف السادس البتدائى لم يحصل على شهادة إتمام البتدائية بعد فى إحدى الجامعات المصرية وهى مدينة زويل للعلوم والتكنولوج­يا مباشرة وكلمة السر تكمن فى كونه «طفلا عبقريا».

من مدرسة اللغات الرسمية بمحافظة دمياط ظهرت عبقرية الطالب يحيى عبدالناصر محمد، الشهير ب «طفل دمياط العبقرى»، والذى وافق على قبوله الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى الجامعات المصرية بعد موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئاسة مجلس الوزراء، بإلحاقه بالجامعة بقرار رسمى نظرًا لمستواه الفكرى المتقدم بالنسبة لعمره السنى، دون الحاجة للتحاقه بباقى المراحل التعليمية اللاحقة الإعدادية والثانوية، حيث تم إلحاقه مدينة زويل للعلوم والتكنولوج­يا.

أدى قبول الطفل العبقرى لفتح عدد كبير من التساؤلت حول مدى قابلية الجامعات المصرية لقبول مثل هذه الحالت بها دون إتمام التعليم ما قبل الجامعى، والتى قد تكون عائقا أمام استيعاب مثل هذه الفئة من الأطفال وهو ما أرجعه عدد كبير من الخبراء لعدة أسباب مع تقديم عدد من الحلول العملية.

وفال الدكتور ناصر الجيزاوى، رئيس جامعة بنها، إنه ل توجد قواعد منظمة ومحددة بشأن قبول الطلاب العباقرة فى الجامعات فيما يخص قبولهم دون الحصول على شهادة إتمام دراسة لإحدى المراحل الدراسية ما قبل الجامعية.

وأضاف الجيزاوى، فى تصريحات خاصة ل «المصرى اليوم»، أن المجلس الأعلى للجامعات يتعامل مع كل حالة بحالتها ول يوجد تعميم كامل لكل الحالت التى تقع تحت بند الطلاب العباقرة، نظرًا لأنه يوجد قانون محدد وواضح فى هذا الشأن.

وأشار الجيزاوى إلى أنه رغم ذلك الدولة المصرية تضع نصب عينيها الطلاب العباقرة

والمبتكرين والنابغين من خلال إتاحة جميع الفرص لهم وتذليل العقبات والنتباه إلى موهبتهم وتنميتها بكل السبل والأدوات.

وأفاد بأن الجامعات متاح لها انضمام هذه الفئة من العباقرة نظرًا لأنهم يستحقون ذلك،

وأنه ل بد من تذليل جميع العقبات أمامهم وإعطائهم الفرصة كاملة لستكمال شخصيتهم النابغة، مشيرًا إلى أن بند إعطاء الشهادات الأكاديمية وما إلى ذلك شق آخر يتبع المجلس الأعلى للجامعات ووفقًا لكل حالة نابغة كما ذكر سالفًا. تغيير الموروث الثقافى أولًا

وهذا ما اتفق عليه الدكتور محمد فاروق، نائب رئيس جامعة الفيوم لشؤون التعليم والطلاب، مضيفًا أن تغيير اللوائح يعد أسهل من تغيير الموروث الثقافى، موضحًا أن قبول الطلاب الأصغر سنًا فى الجامعات المصرية دون الحصول على شهادة إتمام دراسة لإحدى المراحل الدراسية ما قبل الجامعية أمر يصعب تقبله ثقافيًا للكثير من الأشخاص، حيث يوجد طالب أنهى جميع المراحل التعليمية والمتطلبات الأكاديمية وحصل على مقعده الأكاديمى ويجد بجواره طالبا فى عمر صغير قد ل يتعدى ال ١٤ عامًا ويدرس معه دون استكمال المراحل الدراسية الأساسية نظرًا لأنه نابغة.

وأفاد نائب رئيس الجامعة، فى تصريحات خاصة ل «المصرى اليوم»، بأن تغيير الموروث الثقافى هو الأهم من تغير اللوائح التى قد تكون سهلة نسبيًا وتحتاج فقط لمناقشات ووضع القوانين اللازمة، مع وضع المرونة اللازمة وفقًا لكل حالة نابغة، مشيرًا إلى أهمية تغيير المواد الدراسية أيضًا؛ لتكون سهلة نسبيًا للطلاب النابغين واختصار المسافات التى قد تعوق الفهم للطلاب ويمكن أن تصل بسهولة إذا ما تمت صياغتها بشكل يسهل فهمه.

وأضاف الدكتور محمد فاروق أنه يرى أن التعليم الجامعى فى مصر مرن للغاية ويمكن التعامل معه فى كل وقت، وخير دليل على ذلك ما حدث فى وقت كورونا حيث استطاعت الجامعات تخطى الأزمة بتحويل المناهج الدراسية إلكترونيًا وكذلك المتحانات، وهذا يمكن أن يسهل فكرة التعلم الإلكترونى للنابغين دون الحاجة إلى التواجد فى الجامعات لتسهيل العملية التعليمية لهم أيضًا، مؤكدًا أن الجامعات مؤهلة بالفعل لستقبال مثل هذه الحالت. تغيير طريقة التربية والتعليم لأطفال بينما يرى الدكتور عادل مبروك، خبير أكاديمى والعميد السابق لكلية التجارة جامعة القاهرة، أن عائق قبول الطلاب العباقرة فى الجامعات المصرية مباشرة دون الحصول على المتطلبات الأكاديمية اللازمة هو القانون والروتين، فإن العالم الآن متوجه إلى العتماد على العباقرة والنوابغ فى بناء حضارته ومجتمعه، لذلك العوائق القانونية هى من يقف أمام النوابغ فى أى مكان، لهذا يناشد مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للجامعات إتاحة المرونة فى قبول الطلاب من هذه الفئة.

وأفاد مبروك، فى تصريحات خاصة ل «المصرى اليوم»، بأنه ل بد من تشجيع الطلاب غير العاديين لأنهم نواة الحضارة فيما بعد، موضحًا أنه بالطبيعى ل بد أن يجتاز الطلاب الشروط الأكاديمية والمتطلبات التعليمية للقبول فى المرحلة الجامعية، ولكن فى هذه الحالت النادرة ل بد من الستثناء فى هذا الشأن.

وضرب الخبير الأكاديمى مثالً بدولة اليابان التى تعلم الطفل منذ الرابعة من عمره التسوق، وهذا يفتح إدراكه على مبادئ ومعاملات خاصة، فى حين ل يزال الطفل المصرى فى هذه السن يتعلم أشياء مثل )ل تتعامل مع هذه الشخص( وما إلى ذلك، وهذا يوضح الفرق فى طريقة التفكير والتربية والتعليم. وأشار إلى أنه ل بد من إعادة النظر فى القوانين للمحافظة على هذه الحالت وإعادة النظر أيضًا فى طريقة التربية والتعليم والتفكير بالنسبة لأطفال لإظهار مواهبهم وفكرهم منذ الصغر.

 ?? ?? وزير التعليم العالى خلال استقباله «طفل دمياط العبقرى»
وزير التعليم العالى خلال استقباله «طفل دمياط العبقرى»

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt