الأورام واستمرار جهود الدولة للمواجهة )8)
البنية البشرية والتحتية استعرضنا فى المقال السابق الوضع المميز للبنية التحتية فى مجال مكافحة الأورام فى مصر، واستكمالً لذلك نعرض اليوم جزءا هاما ومكملا وهو الإمكانيات البشرية المتاحة من الكوادر الصحية التى تخدم مريض الأورام، وهى تشمل الأطباء المتخصصين، كوادر التمريض ذات الخبرة فى التعامل مع هؤلء المرضى، الصيادلة وما لهم من أهمية مطلقة فى استكمال جهود الأطباء فى نمذجة وتوفير العلاجات والمستلزمات الطبية المطلوبة. ويضاف إلى ذلك أيضا الفنيون الذين يقومون بالتعامل مع الأجهزة المختلفة ومتابعة صيانتها وعلى رأسهم فنيو الأشعة العلاجية والتشخيصية. والملاحظ أن هذه الكوادر الصحية ذات مستوى مميز يضارع ما يوجد بالخارج من علم وخبرة كافية للقيام بالمطلوب فى هذا المجال، ولكن توجد بعض التحديات والعوائق التى تحتاج إلى استكمال وتحديث. وعلى سبيل المثال فهناك نقص فى بعض أطقم التمريض، وفنيو الأشعة، يحتاج إلى مضاعفة الجهد فى توفير الدخل المناسب والظروف الجتماعية المطلوبة حتى ل يهاجر جزء منهم للخارج بحثًا عن توفير الدخل، كذلك لوحظ أن الأطباء حديثى التخرج الذين يتم تدريبهم فى مراكز الأورام المتعددة أثناء فترة نيابتهم يتم توزيعهم بعد انتهاء فترة التكليف على مستشفيات ل يتم فيها التعامل مع مرضى الأورام مما يهدر الستفادة من هذه الخبرات فى مجال مكافحة الأورام. ومما يساعد على الإسراع بتحديث واستكمال السجل القومى لأورام فى مصر أن يتم تخصيص فئة وظيفية فى كل مؤسسة تعالج مرضى الأورام تسمى Cancer registrar ، أى مسجل للمرضى، حيث يتم عمل بيان كاف عن كل مريض حتى يمكن تجميع هذه البيانات وإضافتها بصورة دورية إلى السجل القومى. ولتشجيع البحث العلمى واستكمال مقوماته الأساسية فالأمر يحتاج أن يكون هناك ما يسمى بال research nurse وهى من كوادر التمريض تكون وظيفتها مساعدة الأطباء فى القيام بالجهد المطلوب فى إجراء وتنفيذ آليات البحث العلمى، ويتطلب ذلك أيضا توفير ما يسمى بال data manager وهو السكرتير التنفيذى والإحصائى للمشروعات البحثية المطلوبة على المستوى المؤسسى والعام. نأتى بعد ذلك لقتصاديات العلاج فى ضوء الميزانيات المتاحة على المستوى القومى وهناك نقص واضح فى المتخصصين فى هذا المجال يحتاج إلى استكمال حتى يمكن تنفيذ وتحقيق الإرشادات العلاجية القومية بصورة تتناسب مع الواقع المصرى، وليس كل غال مفيدا وليس كل ما يعطى بالخارج مناسبا للمريض المصرى. ونختم بالتذكير بخطوة هامة تمت فى مجال التعليم الطبى المستمر وهى إنشاء المجلس الصحى المصرى الذى سيقوم ضمن مهامه بضمان التعليم المهنى المستمر لكل الكوادر الصحية وإتاحة تسجيل الشهادات المهنية المتخصصة لستكمال التدريب والتعليم فى المجالت الصحية المطلوبة على المستوى القومى ومنها تخصص مكافحة الأورام. * وزير التعليم العالى الأسبق