Inc. Arabia (AR)

سعادة الدّكتورة موزة سويدان

المدير التّنّفيذي لقطاع التّطبيقات والمنّصّات الرّقميّة مؤسسةحكومة­دبيالرّقميّة،دبيالرّقميّة

-

تقود سعِادة الدّكتورة موزة سويدانَ، المدير التّنّفيذيّ لقطاع التّطبيقات والمنّصّات الرّقميّة بمؤسّسة حكومة دبي الرّقمية، مشهد التّحوّل الرّقمي في دبي. وبخبرةٍ واسعِةٍ تمتدّ لأكثّر من ٢٤ عاماً في الحلول التّكنّولوجيّة، والاستراتي­جيّة والأداء، وإدارة الجودة، والتّميّز، هنّدسة البنّى الرقمية المؤسسية، وإدارة محافظ المشاريع والبرامج ، قادت عدد من مبادرات التّحوّل الرّقميّ في دبي منّها "استثّمر في دبي" ، "استراتيجية دبي للمعِاملات اللّاورقية" و"بنّية تكنّولوجيا المعِلومات والاتّصالات للمدينّة".

بدأت سّويدانَ مشوارها المهنّيّ في القطاع الخاصٍ، حيث عملت لمدة 1٢ عاماً في تكنّولوجيا المعِلومات. إلا أنَّ انتقالها إلى القطاع الحكوميّ في عامَ ٢٠1٤ شكّل نقطة تحوّلٍ كبرى، تصف الدّكتورة سّويدانَ هذه المرحلة بقولها: "أدركت منّذ بداية مسيرتي الأكاديميّة أنّنّي أرغب في العِمل في مجال التّكنّولوجيا والتّحوّل الرقمي. خلال دراستي الجامعِيّة في تكنّولوجيا المعِلومات للأعمال، جذبنّي بشدة ما تحمله التّكنّولوجيا من إمكانيات لدفع عجلة الابتكار وحل المشكلات المعِقّدة. وقد بيّنّت لي تجربتي الأولى في القطاع الخاصٍ بوضوح كيف يمكن للتّكنّولوجيا أنَ تعِزّز العِمليّات المؤسسية وتساهم في التطور والنّمو للمؤسسة -. هذه التجارب كانت دليلاً واضحاً أنَّ هذا المجال هو ما أطمح إلى أنَ أواصل مسيرتي فيه، بما يحمله من دينّاميكيّةٍ وتطوّرٍ مستمرّين".

في عامَ ٢٠٢3، تولّت منّصب المدير التّنّفيذي لقطاع التّطبيقات والمنّصّات الرقميّة في مؤسّسة حكومة دبي الرّقميّة، حيث تساهم من خلال مهامها في تعِزيز مكانة دبي إكمركزٍ عالميٍّ للابتكار الرّقميّ. تشرح الدّكتورة سّويدانَ دورَها قائلةً: "أقود عمليّات تصميم وتطوير وإطلاق منّتجات المدينّة الرّقميّة، حيث أتعِامل مع التّحديات المعِقّدة وأعمل على دمج أحدث التّقنّيّات لضمانَ انسجامَ حلولنّا الرّقميّة مع رؤية دبي الاستراتيج­يّة. إنَّ خبرتي الواسعِة الّتي جمعِتها من العِمل في القطاعين الخاصٍ والعِامَ، منّحتنّي رؤيةً شاملةً للاستراتيج­ياًت الرّقميّة، ممّا يمكّنّنّي من تحقيقُ تأثيرٍ ملموسٍ في

مسيرة التّحوّل الرّقميّ لدبي".

بدأت الدكتورة سّويدانَ مسيرتها المهنّيّة في القطاع الخاصٍ كمبرمجةٍ، حيث اكتسبت فهماً عميقاً في تطوير البرمجيّات. ومع تطوّر مسيرتها، ارتقت في المنّاصب من محلّلة نظم، إلى مديرة مشاريع ، ثم إلى رئيسة قسم التّطبيقات. كلّ هذه المراحل ساعدتها على تعِزيز قدرتها في تحويل متطلّبات الأعمال إلى حلولٍ تقنّيّةٍ فعِّالةٍ تساهم في تعِزيز قيمة الأعمال ودفع عجلة النّمو والتطور المؤسسي. وتُرجع الدكتورة موزة الفضل في قدرتها على استخدامَ تفكيرها الاستباقي الذي مكّنّها من تحقيقُ التنّاغم الفعِّال بين الفرق التقنّية وأصحاب المصلحة، ما أدّى إلى تحقيقُ نتائج ناجحةٍ ومثّمرة.

وتتحدّث الدّكتورة سّويدانَ عن انتقالها من القطاع الخاصٍ إلى الحكوميّ في عامَ ٢٠1٤ فتصفه بـ "اللّحظة الأكثّر حسماً"، وتقول: "رغم أنّنّي كنّت ناجحةً في القطاع الخاصٍّ، إلّا أنّنّي قرّرت الانتقال إلى القطاع الحكوميّ لرغبتي في توسيع تأثيري والمساهمة في المبادرات العِامّة ذات الأثر الكبير. كانَ هذا التّحوّل مليئاً بالتّحديات، لكنّه كانَ مثّيراً أيضاً، حيث تطلّب منّي تكييف مهاراتي مع بيئةٍ جديدةٍ والتّعِامل مع مشاريع كبرى بأهدافَ وأصحاب مصلحةٍ مختلفين".

لم تكتفِ سّويدانَ بتجاربها العِمليّة فحسب، بل واصلت تطوير ذاتها أكاديميّاً، فحصلت على ماجستير إدارة الأعمال عامَ ٢٠٠6، والدكتوراه عامَ ٢٠٢1. تقول الدّكتورة: "إلى جانب مسيرتي المهنّيّة، أفخر بكوني زوجةً وأمّاً، فهذه الأدوار تمنّحنّي إلهاماً وقوةً كبيرين، وتساعدني على تحقيقُ التّوازنَ بين طموحاتي الشّخصية والمهنّيّة، ممّا يغذي شغفي في كلا الجانبين".

تقدّر الدكتورة سّويدانَ الدّعم الذي تلقّته من مرشديها خلال مسيرتها، وتسعِى الآنَ لرّد الجميل بإرشاد الشّباب الطّموحين. تقول: "أنَ أكونَ مرشدةً هو أمرٌ مرضٍُ للغاية، حيث أرى فيه فرصةً للمساهمة في تطوير الجيل القادمَ ومشاركة الدّروس الّتي تعِلّمتها وساهمت في بنّاء مسيرتي".

وتضيف أنّها، كامرأةٍ قد تعِاملت أيضًا مع التحديات المرتبطة بالعِمل في مجال

يغلب عليه الذكور في الغالب ، فتقول: "في بداية مسيرتي المهنّيّة في مجال تكنّولوجيا المعِلومات، وكفتاةٍ شابّة ، واجهت بعِض التّحديات الأوليّة. إذ كانت البيئة تنّافسيّةً والحاجة إلى التّعِامل بحزمٍَ جعِلت المراحل المبكرة من مسيرتي صعِبةً. ومع ذلك، فإنَّ التّغلّب على العِقبات الخارجيّة والدّاخليّة، بما في ذلك المخاوفَ الشّخصية وتعِلّم كيفية طلب التّوجيه والإرشاد من الزّملاء ذوي الخبرة، ساعدني في النّهاية على النّمو والتّطوّر".

اليومَ، تروي الدكتورة سّويدانَ كيف نجحت في تجاوز التّحديات التي واجهتها، وكيف خرجت من منّطقة راحتها مع الأيّامَ، مؤكّدةً أنَ نموّها الشّخصي كانَ العِامل الرّئيس في قدرتها على التّأقلم مع البيئة التّقنّيّة التّنّافسيّة.

وتشارك تجاربها كمتحدّثةٍ مع الجماهير، تحرصٍ على نقل قصّتها إلى الآخرين لإلهامهم. فتقول: "اليومَ، لا يقتصر دوري على قيادة التّحوّل الرّقميّ، بل أصبحت أيضاً متحدّثةً عامّةً متمرّسة. وأصبح من أولويّاتي مشاركة رحلتي ورؤاي مع الآخرين، سواءً في المؤتمرات أو الفعِاليات، حيث أستطيع إلهامَ الجيل الجديد من المهنّيّين. وأنَ أثبتَ لهم أنَّ المثّابرة والتّفكير الاستباقي قادرانَ على تحقيقُ نجاحاتٍ كبيرةٍ، مهما كانت التّحديات الأوليّة".

وتوجّه الدكتورة سّويدانَ نصائحها للنّساء الشّابات في هذا المجال، قائلةً: " احتضنّي نقاط قوّتك الفريدة، وابنّي ثقتك بنّفسك، وكوني جريئة. اطلبي الإرشاد والتّوجيه وكوّني علاقاتٍ قويّة، ولا تتوقّفي أبداً عن التّعِلّم والاستكشافَ. وإذا واجهتك التّحديّات، استقبليها بصمودٍ ومرونة". وتضيف خاتمةً قولها: "باتّباع هذه المبادئ، يمكنّك التطور في هذا المجال بثّقة، وبنّاء مسيرة مهنّيّةٍ مميّزة، وترك بصمةٍ حقيقيّةٍ في المجال ".

Newspapers in Arabic

Newspapers from Algeria